الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
133331 مشاهدة
القرآن يحث على التفكر في الكون

...............................................................................


وإذا قرأ القرآن مثلا وجد أن الله تعالى يحث عباده على أن يتفكروا وعلى أن يعتبروا بالآيات الكونية التي نصبها لعباده، فمثلا قول الله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا يذكر العباد بأنه جعل لهم الأرض مهادا. والمهاد هو الوطاء أو الفراش اللين الذي يمكن البقاء عليه، وكذلك هذه الأرض فإنها مهاد، وكذلك قول الله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وفي قراءة: الذي جعل لكم الأرض مهادا أي: فراشا، وكذلك في آية أخرى قول الله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا .
لا شك أنها آية عظيمة حيث جعل هذه الأرض وبسطها، وجعلها قرارا قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً إذا تذكر العبد هذه الآية العظيمة عرف بها عظمة الخالق، الذي خلق هذه الأرض وبسطها، ثم فيها ما يدل أيضا على الآيات والعبر؛ ولذلك يقول الله تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ أي: عبر ومواعظ لا ينتفع بها إلا أهل اليقين، واليقين هو عقد القلب على الإيمان من غير تردد
وقد أطال العلماء في ذكر النظر في الأرض، وكيف يستدل بها على عظمة الخالق تعالى، وأن الذي خلقها على كل شيء قدير. فأنت مثلا تسير في أرض واسعة صحراء، ثم بعد قليل تصل إلى أرض جبلية صخرية فيها جبال منبسطة، ثم تصل إلى أرض جبلية فيها جبال شامخة مرتفعة ارتفاعا كبيرا، ثم تأتي أيضا أرضا رملية فيها من الكثب الرمال المرتفعة ما كأنه جبال أي: كأن تلك الرمال جبال مرتفعة عن مستوى الأرض، وكذلك أيضا تأتي أرضا سبخة لا نبات فيها، وتأتي أرضا لينة فيها مستنقعات الماء، وتأتي أرضا لينة فيها النبات من كل أنواع النباتات وهكذا. لا شك أن هذا دليل على عظمة من أوجدها.